بقلم: أبو روح الله المنامي البحراني
مقدّمة المقال:
لقد تناول الكثير من الأشخاص مسألة الإعجاز العددي في القرآن الكريم، ونشروها في المنتديات والمواقع على أنّها إعجاز للقرآن الكريم بالإضافة إلى الفصاحة والبلاغة والسبك اللفظي الراقي، بالإضافة إلى إعجازه بذكر بغض المغيبات والأمور التي ستقع في المستقبل، أو المسائل العلميّة والصحيّة في القرآن الكريم.
وقد انتشر في الآونة الأخيرة بعض المقالات غير العلميّة، ولا يمكننا أن نجزم بنيّة الكُتّاب فقد يكون الدافع الذي أراده الكاتب بيان إعجاز القرآن الكريم فعلاً ولكنّه أخطأ في أمورٍ كثيرة، أو قد يكون الدافع للكاتب خداع البسطاء من المسلمين حتّى ينشروا هذه المعلومات من دون التحقّق منها، وبعد ذلك يقوم أعداء الإسلام ببيان بطلان هذه المعلومات، ممّا قد يسهم في تضعيف عقيدة المسلمين بالقرآن الكريم، فتارة ينشرون معلومات تقوّي عقيدة المسلمين وبعد ذلك يذكرون بأن هذه المعلومات خاطئة وليست بصحيحة، فتحصل حالة من الإهتزاز في عقيدة المسلمين ولو يسيراً.
وللأسف الشديد فإن هذه المعلومات التي يذكرونها لا تقوم على منهج علمي واضح، ولا منهج عقلي بيّن، ولا شرعي أصلاً. بل هو مجرّد اختيارات من بعض السور بعض الكلمات، وتأييدها بتكرار العدد مثله في موضع آخر، وهكذا. حتّى يثبت للآخرين بأنّ هناك خصوصيّة للعدد كذا في القرآن الكريم. ولو تأمّل المحقّق في هذه المعلومات لوجد أغلبها خاطئة.
ونُلاحظ من بعض الكُتّاب استعمال المغالطة في هذه المقالات، فيذكر في بداية كلامه أموراً بديهية في القرآن الكريم، أو معلومة ثابتة وصحيحة، وبعد ذلك يدسّ معلومات خاطئة، حتّى تلتبس على القارئ المسلم، فيأخذها القارئ كأصل مسلّم وصحيح ولا غبار عليه. وهذا ما سيجده القارئ في هذا المقال المختصر.
إليكم المقال...