بقلم: أبو روح الله المنامي البحراني
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ f فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ f إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
آل عمران الآية 173-175.
هذه الآية المباركة والتي قبلها في سياق وصف الشهداء والمجاهدين في سبيل الله، وأنّ من صفات المجاهد المؤمن عدم الخشية من أحدٍ إلا الله، ففي حالات الحرب والمواجهة مع الأعداء يكون قسم كبير من هذه الحالات عن طريق إشاعة الأخبار وإدخال الخوف والرعب في قلوب المؤمنين، وهذه الآية المباركة أوضح مثال وبيان على هذه الحالة التي تكون في فترة المواجهة والمعركة، فالعدو يبثُّ الأخبار والإشاعات حتى يُضعف المؤمنين الصامدين والمضحين في سبيل الله.
وتذكر الآية المباركة أنّ العدد الكبير ومحاولة هزّ المؤمنين بأنباء وصول مدد ودعم من قبل الأعداء يزيدُ في إيمانهم وثباتهم، ويكون لسان حال هذه الثلة المؤمنة، إنكم لن تُرعبونا بما جئتم به، فحسبنا الله ونعم الوكيل، فإننا بثقتنا بالله الواحد القهار، سنهزم الجيوش والقوّات.
وهذا ما يجري فعلاً في الأرض الغالية –البحرين- حيثُ تواردت الأنباء عن دخول قوّات وجيش السعودية للبحرين، ولكنّ ثبات وعزيمة الشباب المؤمن والمقاوم لم تُرهبهم هذه الجيوش، بل باتوا منتظرين لها في ميدان الشهداء، وكانت روحيّة ومعنويّة الشباب المؤمن عاليّةٌ جدّاً.
وهذا بحدِّ ذاته انتصار على العدو ، فإنّ الإنسان الذي لا يمتلك الإيمان والثبات سينسحب من هذه المعركة غيرُ المتكافئة، وسيهرب من الرصاص الحيّ الذي توعّدوا به، ولكنّ هذه الثلة المؤمنة الواعية والمنتظرةِ لنصر الله، لم تهزّهم هذه الجيوش، فنقول:
يا شبابنا الغيارى... يا شعبنا الحرّ الأبيّ الذي استلهم الحرية والإباء من أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) لا خوفٌ عليكم، ولا تحزنوا ، واثبتوا على ما أنتم عليه الآن، فإن النصر قريب إن شاء الله. وموعدنا مع أعدائنا في ذلك اليوم الذي لا ظلم ولا عدوان، ذلك اليوم الذي يكون فيه الحاكم بيننا وبين أعدائنا هو الله العادل الحكيم.
ولن تُرعبنا دباباتكم ولا طائراتكم ولا أي عتادٍ تأتون به، وسنواجهكم بصدورٍ عاريةٍ، فهي إحدى الحُسنيين إمّا النصر أو الشهادة، وكلهما انتصار.
وثقوا جميعاً بأنّ أي شهيد أو جريح يسقط فإنّ دمه سيبعث فينا روحيّة القتال والصمود أكثر وأكثر.
15 مارس 2011م.
هناك تعليقان (2):
وما زادتنا تلك القوات إلا عزماً وإصرار، نحن أعددنا الكعكة واستشعرنا رائتحها الزكية، ولم يبقى سوى تقسيمها وأكلها قريباً بإذن الله سوف نحتفل
شكراً أخي العزيز على تعليقكم، وإننا على ثقةٍ بالله الواحد القهار وأنّ النصر حليفنا إن شاء الله. فاصبروا وصابروا.
إرسال تعليق