الأربعاء، أبريل 06، 2011

لماذا نجزع ونضعف ونحن أبناء علي؟!


{ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}
سورة آل عمران 139

بقلم: أبو روح الله المنامي البحراني.

رسالة إلى إخواننا وأحبابنا الأحرار من أرضنا البحرين الغالية، كلمات من وحي القرآن الكريم إليكم جميعاً، رجالاً نساءً ، شباباً شيوخاً، وهي نابعةٌ من تعاليم الإسلام والمذهب الحقّ، واستنارةً بهدى الأئمة الأطهار q وسيرتهم المباركة.

تمرُّ علينا أياماً شديدةً في البحرين، ونحن نواجه أعنف عملية إبادة للشعب البحراني الأصيل، مع سكوت للمنظمات العالمية والإسلامية والإنسانيّة، وصمم القنوات المنحازة إلى جهة السلطة الظالمة.


فنرى ثلّة كبيرة من الشباب المؤمن حالات القوّة والثبات والتضحية والصمود والإباء، نعم، هذه هي الصفات التي يجب أن يكون علينا شعبنا الأبيّ، فمهما جرى ومهما حدث لا نخضع ولا نركع للظالمين، وهناك قسمٌ قليل من الشباب قد تمرُّ عليه بعض حالات الضعف والسكون والانكسار ممّا يجري، فنقول لهم: يا إخواننا الأعزّاء، وشبابنا المؤمن، نحن أبناء علي ابن أبي طالب o، نحن أبناء فاطمة الزهراء r، نحن أبناء الحسن والحسين p، وأنتم جميعاً ممّن تربّى تحت منبر أبي عبد الله الحسين o، وكلّنا ارتضع حبَّ الوصيّ أمير المؤمنين o، و ارتضعنا معها المظلوميّة والحريّة والإباء ورفض الظلم.

علي إمامُ المظلومين:

لقد زُوي أمير المؤمنين o عن حقّه الشرعيّ طيلة خمس وعشرين سنة، لم ينكسر الإمام علي o ولم يستكين للظالمين، بل بقيَ صامداً يقدّمُ للإسلام ما يحتاجُ إليه، وبقي شيعته معه صابرون محتسبون الأجر من الله على ما جرى عليهم، بعد أن كانوا من المقربّين لدى رسول الله وأهل بيته والمسلمين، نجد القوم يعادونهم ويحاربونهم، بل ويعتدون عليهم، ما هو السبب؟
السبب لأنّهم لم يتابعوا السلطة آنذاك ووقفوا مع أمير المؤمنين o

فاطمة بضعة النبي:

لقد غصبوا حقّ فاطمة r الشرعيّ واعتدوا على منزلها الشريف، ودخلوه بلا استئذان خلافاً لسيرة النبي K مع هذا البيت المبارك. ووقفت السيدة الطاهرة r بصبرٍ وثبات أمام أعدائها، وطالبتهم بحقّها وخطبة فيهم حتّى تُلقي عليهم الحُجّة ولا يكون لهم العذر أمام المسلمين، إلا أنّهم بقوا على ظلمهم وعدوانهم على سيدة نساء العالمين . ولم يكترثوا بها وبعظمتها ومنزلتها عند الله ورسوله.

الحسن والحسين رمزا الصمود:

وإن الحسنين p قد صبرا على جميع ما جرى على أبيهما وأمّهما، وكانوا يُعاينون ما يحدث عليهم وعلى شيعتهم والموالين لهم، وهل هناك أيام أصعب على الإمامين الحسنين p من أيام الطاغية معاوية ¬، الذي اعتمد إلى شيعة علي في الكوفة، وقتلهم وهدم الدور عليهم، ومنعهم من العطاء من بيت مال المسلمين، وكان أي شخص اسمه علي أو حسن أو حسين يكون حكمه القتل، فقتل على الظنّة والتهمة، فأي شخص يُظنّ بأنّه من شيعة علي يُقتل، أو يُتّهم بأنّه منهم.

طغيان يزيد بن معاوية :

وبعد ذلك جاء زمن الطاغية يزيد ¬، وقد حكم في المسلمين ثلاث سنوات، في السنة الأولى قتل الإمام الحسين الشهيد o في كربلاء، وفي السنة الثانية هدم الكعبة ورماها بالمنجنيق، وفي السنة الأخيرة استباح المدينة النبويّة ثلاثة أيام يفعل فيها جيشه ما يشاء، واغتصبوا النساء وقتلوا الرجال، ونهبوا الأموال، حتّى ولد في المدينة ما يُقارب ألف مولود لا يُعرف أبيه.

السفّاح الحجّاج ¬:

وبعده جاء الحجّاج بن يوسف الثقفي ¬، وكان أمويّاً خبيثاً دمويّاً، لا يمرّ يوماً عليه بدون أن يسفك دماً حراماً، وقتل من قتل من شيعة أمير المؤمنين o، وكان أكبر سفّاح في تاريخ الأمة الإسلاميّة لما تلطخت يداه بقتل الأبرياء.
وهكذا توالت على الشيعة أياماً مريرة، رأوا فيها العجائب وغرائب من الظلم والعدوان عليهم، ولم يكن السبب وراء ذلك شيء سوى أنّهم اتبعوا علي ابن أبي طالب وأهل بيته الطاهرين.

فكان حكّام بني أميّة يُظهرون أحقادهم وعدوانهم لما فعله أمير المؤمنين في غزوات النبي ، من بدر إلى أحد وحنين والخندق وغيرها، التي ساهم في قتل الكثير من أبطال العرب.

بني العبّاس لم يكن أقل ظلماً:

حتّى جاء حكم بني العبّاس الذي كان أشدُّ على الشيعة، وكانت الثورات العلويّة في كل ناحية من الدولة الإسلاميّة، وقد تميّز زمن المتوكّل العباسي ¬ بشيء من الدموية والقسوة والظلم الواضح على الشيعة وإمامهم، بل تعدّى ذلك إلى هدم وتخريب قبر الإمام الحسين o، وحرث التي فيها القبر وأجرى فيه الماء حتّى يزول القبر الشريف، إلا أنّ عناية الله وحفظه لهذا المقام الشريف كانت موجودة، وكان يمنع الزوّار من الذهاب إلى كربلاء، وكان يقتل الزائرين له، لكن دون أي فائدة، فكان التوافد والذهاب يزيد يوماً بعد يوم، وقد أصدر أمراً أن يقتل من كل عشرة من الزوّار واحداً منهم، فكانوا يتوافدون بلا توقّف، فاستبدل الأمر بأن يُقتل من كل عشرة من الزوّار تسعة ويذهب للزيارة شخصٌ واحد من العشرة، ولم يتوقفوا أبداً عن الزيارة.

حتّى أنّه قام يقطع أيدي وأرجل الزوّار ليمنعهم من الزيارة، أيضاً لم يزدهم إلا مواصلةً في الزيارة وإقامة العزاء على الإمام الحسين o.

هذا ما نقله التاريخ لنا، وهو شيءٌ يسير ممّا جرى على أهل البيت وشيعتهم، وكان موقفهم الصبر والصمود والتضحية مع كل ما جرى عليهم.

ومثال معاصر لهذه الممارسات الظالمة هو طاغية العراق التكريتي اللعين، فقد مارس أبشع الجرائم بشيعة أمير المؤمنين وقتل الفقهاء والعلماء والمقابر الجماعيّة تشهد على جرمه، وأثكل النساء ويتّم الأولاد بقتله للرجال.

وحارب المراقد الشريفة واعتدى عليها وسرق ما بها، كل هذه الممارسات لم تجعل الشيعة يضعفون أو ينكسرون، بل بقوا صامدين رغم كل هذه الاِعتداءات والقتل والسلب.

فهل جرى علينا عُشر ما جرى حتّى نجزع ونضعف؟!

فاصبروا فأنتم المنتصرون في خاتمةِ المطاف، وإن بعد كل عسر يُسر إن شاء الله.

هناك تعليق واحد:

ابوحسين يقول...

لم تترك لي شي اقوله فقد وفيت بكلامك ولكن اقول في البدء والختام سينتصر الحسين علية السلام
هذة قاعدة الظلم لا يدوم ابدا