إعداد: سماحة الشيخ علي المسترشد
«وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ
بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا»[1].
من
فضائل صلاة الليل:
ذكرت الروايات فضلاً
كثيراً حول صلاة الليل و بركاتها, إلا أن ثوابها العظيم لا يدرك فعن الإِمام الصادق(عليه
السلام): «ما مِن عمل حسن يعملهُ العبد إِلاَّ ولهُ ثواب
في القرآن إِلاَّ صلاة الليل، فإِنَّ الله لم يبيّن ثوابها لعظيم خطرها عنده فقال:
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربِّهم خوفاً وطمعاً (وممّا رزقناهم يُنفقون * فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم مِن قرة
أعين جزاءً بما كانوا يعملون).
-
عن الإمام العسكري(ع) «ليس
منّا من لم يصلّ صلاة الليل».
-
عن الإمام العسكري(ع) {إنَّ
الوُصولَ إلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ سَفَرٌ لا يُدرَكُ إلّا بِامتِطاءِ اللَّيلِ}.
- وعن أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب، أنَّهُ(عليه السلام) قال: «قيام الليل
مصحة للبدن، ومرضاة للرّب عزَّ وجلّ، وتعرّض للرحمة، وتمسك بأخلاق النّبيين»
من فوائد
صلاة الليل:
1.
مطردة الداء من الأجساد.
2.
صحة للبدن.
3.
تبيّض الوجه وتحسّنه.
4.
تحسّن الخلق.
5.
تطيّب الريح.
6.
تجلب الرزق وتدرّه.
7.
تقضي الدين.
8.
تذهب بالهمّ.
9.
تجلو البصر.
10.
تمنع من نزول العذاب.
11.
تجلب رضا الرب.
12.
تمسّك بأخلاق النبيين.
13.
تعرّض لرحمة رب العالمين.
14.
تمحي السيئات.
15.
تذهب بما عمل من ذنب بالنهار.
16.
شرف الرجل.
17.
قبول التوبة.
18.
تسر القلب.
19.
تزين الآخرة.
20.
تنور البيت وتجلب فيه البركة.
21.
تطيل العمر.
كيفية صلاة الليل بشكل مبسط:
يقول سماحة الإمام
القائد السيد الخامنئي(دام ظله): "صلاة الليل
مجموعها إحدى عشرة ركعة، تسمى ثمان ركعات، منها التي تصلّى ركعتين ركعتين بعنوان
صلاة الليل، وركعتان بعدها باسم صلاة الشفع، وهي تصلى كصلاة الصبح، والركعة
الأخيرة منها بركعة الوتر، ويستحب في قنوتها الإستغفار والدعاء للمؤمنين، وطلب
الحاجات من اللَّه المنان، بالترتيب المذكور في كتب الأدعية.
توضيح الصلاة:
·
وقتها: من منتصف الليل إلى ما قبل صلاة الصبح. لكن يمكن
تقديمها على نصف الليل لكل من يخاف فوتها في وقتها لمانع. كما أن قضاء صلاة الليل
بالنهار لذوي الأعذار أفضل من تقديمها على وقتها، إذا دار الأمر بين القضاء
والتقديم.
·
النية: أصلي نافلة الليل قربة إلى الله تعالى.
·
الركعات: 11 ركعة. 8 ركعات تصليها بنية نافلة الليل،
تصليها ركعتان تتلوها ركعتان، وتقرأ التشهد خلف كل ركعتان، وركعتان تصليها بنية
الشفع وتقرأ التشهد بعدها وركعة الوتر.
إنّ
صلاة الليل تتكون مِن(11) ركعة، وهي مقسمة إِلى ثلاثة أقسام هي:
1ـ أربع
صلوات ، كل صلاة من رُكعتين(مثل
صلاة الفجر)، يكون مجموعها ثماني(8) رُكعات وتسمّى بـ (نافلة
الليل).
2 ـ صلاة واحدة من ركعتين(مثل صلاة الفجر)، وتسمّى بـ(الشفع).
3 ـ صلاة
واحدة من ركعة واحدة، وتسمّى بـ(الوتر).
·
يستحب أن يقرأ فيها الحمد مرة واحدة, و التوحيد(قل هو الله
أحد) 3مرات, و المعوذتين(الفلق و الناس) مرة واحدة.
·
ثم يقنت فيها و يستحب
في القنوت:
1.
الاستغفار لـ 40 مؤمن و مؤمنة أحياءاً أو أمواتاً.
2.
الاستغفار70 مرة.
3.
قول (العفو- العفو..) 300مرة.
صلاة الليل بشكل تفصيلي:
*
الركعة الأولى: بعد النية
يقرأ الحمد وسورة الإخلاص(قل هو الله أحد).
*
الركعة الثانية: يقرأ الحمد
و (قل يا أيها الكافرون) ثم يقنت، ويستطيع الدعاء على من ظلمه بان يجازيه الله بما
يستحقه في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوليتين وبعد السجدتين يتشهد ويسلم، ثم
ينتصب واقفاً.
*
الركعة الثالثة إلى الركعة الثامنة: يقرأ الحمد وما يشاء بعدها في كل ركعة، وبعد كل ركعتين يتشهد ويسلم ومن
ثم يقف، وفي الركعة الثامنة بعد السجدتين يتشهد ويسبح تسبيح الزهراء.
*
ركعتي الشفع: بعد النية
(أصلي ركعتي الشفع قربة إلى الله تعالى).
الركعة الأولى: يقرأ
الحمد وسورة الناس.
الركعة الثانية: يقرأ
الحمد وسورة الفلق وتكون من غير قنوت، وبعد السجود يتشهد ويسلم.
* ركعة
الوتر: بعد النية (أصلي
ركعة الوتر قربة إلى الله تعالى) يقرأ بعد الحمد سورة الإخلاص ثلاث مرات والمعوذتين
مرة واحدة، ثم يقنت، ثم يستغفر لأربعين مؤمناً بقوله (اللهم اغفر لفلان، اللهم
اغفر لفلان … الخ)، ثم يستغفر الله سبعين مرة (أستغفر الله وأتوب إليه)، ثم يقول
سبع مرات (هذا مقام العائذ بك من النار)، ثم يقول العفو... العفو ثلاثمائة مرة، ثم
يكبر يركع ويسجد ثم يتشهد ويسلم.
مسائل:
·
من قام من النوم قبيل طلوع الفجر، وليس له وقت إلا
بمقدار يفي بركعة الوتر، فحينئذ يصلي ركعة الوتر و يصلي نافلة الفجر فيكتب له ثواب
نافلة الليل إن شاء الله تعالى. فعن
الصادق(ع): "أما يرضى أحدكم أن يقوم قبيل الصبح
ويوتر ويصلي ركعتي الفجر، وتكتب له صلاة الليل".
·
من صلى من صلاة الليل أربع ركعات فأدركه الفجر، جاز له
إتمامها رجاءً، وجاز له أن يأتي بالوتر، ويؤخر الركعات حتى يقضيها في صدر النهار.
·
يمكن تقديم الصلاة قبل النوم, و لكن أفضل أوقاتها قبل
الفجر.
ملاحظة:
لا يعتبر في صلاة
الليل شيء من السورة، والاستغفار، والدعاء، بل يكفي في كل ركعة بعد النيّة وتكبير
الإحرام قراءة سورة الحمد، والركوع، والسجود، والتشهد، والتسليم.
يا طويل الرقاد والغفلات ---
كثرة النوم تورث الحسرات
إن في القبر إن نزلت إليه --- لرقاداً يطول بعد الممات
ومهاداً ممهداً لك فيه --- بذنوب عملت أو حسنات
إن في القبر إن نزلت إليه --- لرقاداً يطول بعد الممات
ومهاداً ممهداً لك فيه --- بذنوب عملت أو حسنات
المحجة البيضاء/2/397
قصص عن صلاة الليل
السيدة
زينب (عليها السلام) ليلة الحادي عشر من محرم:
في ليلة
العاشر من محرم كانت السيدة زينب(عليها السلام) وكان الإمام الحسين(عليه السلام) وكان
الجميع.. كل الأشخاص...
في ليلة
الحادي عشر كانت زينب(ع)، ولم يكن غير زينب، في هذه الليلة كانت زينب هي الراعي،
هي قائدة قافلة الأسرى وملجأ الأيتام.. رغم ثقل المصائب ومرارتها، كانت زينب جبلاً
شامخاً، واجهت المصائب ولم يرمش لها جفن.
تولت
حراسة الأسرى، تولت جمع النساء والأطفال، تولت تجميع الهائمين على وجوههم في
الصحراء، تولت تمريض العليل الضعيف..
كانت
الروح للأجساد التي فقدت الروح، والبهجة للقلوب التي فقدت البهجة، والرمق للنفوس
التي فقدت الرمق.
هذا الجسد
الذي أرهقه الألم، كان معجزة.. أثبتت زينب(ع) كفاءة منقطعة النظير...
فبعد رعاية الأطفال و الأرامل و حفظهم توجهت زينب(ع) إلى الله وانصرفت إلى العبادة
وصلت صلاة الليل.. لقد كانت متعبة جداً بحيث أنها لم تستطع أن تصليها وقوفاً، فصلت
صلاة الليل من جلوس، وتضرعت إلى الله تعالى وابتهلت.
كانت
زينب إلهية.. والإلهيون هكذا يواجهون المصائب، ولا يرمش لهم جفن.. صابرين..
شاكرين..
آية الله الشهيد المطهري(قده) و
صلاة الليل
يقول سماحة
الإمام القائد آية الله العظمى الخامنئي(دام ظله):
(عندما
كان الشهيد المطهري يأتي إلى مشهد كان أحياناً ينزل في بيتنا.. الغرفة التي كان
ينام فيها يفصلها عن الغرفة التي كنت أنام فيها باب واحد، كان ملتزماً دائماً
بقراءة القرآن قبل النوم، وقد سمعت صوته أثناء التهجد وصلاة الليل, كان يبكي (طبعاً
كثيرون هم الذين يصلون صلاة الليل، أما مصلون صلاة الليل بتلك الحالة من البكاء
فهم قلة).. فيما بعد سمعنا من أصدقائه القدامى، أنه كان منذ أيام دراسته يصلي صلاة
الليل ومن أهل التهجد.
· يتهجّد لله بحضور قلب لا يوصف
يقول آية الله العظمى
الخوانساري(قده) (زميل للإمام الخميني و أحد كبار العلماء):
هطلت الثلوج بغزارة
على قم في إحدى السنين وبلغ ارتفاعها حدود خمسة إلى ستة أذرع، وقد أدى ذوبانها إلى
حدوث سيل خرّب نصف المدينة. في تلك السنة وفي ظل هذه الأوضاع الجوية الصعبة كان
السيد الخميني يخرج من مدرسة دار الشفاء ويدخل المدرسة الفيضية ويكسر بكل صعوبة
الثلج المتجمد أعلى حوض الماء فيها لكي يتوضأ، ثم كان يذهب بعد إصباغ الوضوء إلى
محل التدريس في المدرسة حيث يكون الظلام مخيماً فيه و يعمد إلى التهجد والعبادة في
حالة خاصة من الإقبال والتوجّه لا أستطيع وصفها.
ويبقى على هذه الحالة
الطيبة إلى أول أذان الفجر وعندها يتوجّه إلى مسجد "بالاسر" [في حرم
السيدة المعصومة(ع)] ويقيم صلاة الفجر جماعة خلف الشيخ الميرزا جواد الملكي، ثم
يرجع إلى المدرسة لمتابعة مباحثاته العلمية.
أستطيع القول أنه قلّ
نظيره في العبادة والتهجّد من بين زملائه إن لم أقل أنه لا نظير له في ذلك.
· يقيم نافلة الليل ليلة اعتقاله وهو في السيارة
يقول ابن الإمام
السيد أحمد الخميني(ره): لم يترك الإمام صلاة الليل حتى في الليلة التي اعتقلوه
فيها، فقد أقامها وهو في السيارة التي نقلوه بها من قم إلى طهران. وقد قال لي أحد
الشرطة الذين رافقوا الإمام ولعل اسمه الرائد "عصار": لقد أثّرت فيما
صلاة الإمام بقوة جعلت أحدنا يجهش بالبكاء بصورة متصلة إلى أن وصلنا إلى طهران .
· هذه سيرته في كل ليلة
يقول ابن الإمام
السيد أحمد الخميني(ره): أقام الإمام نافلة الليل على متن الطائرة التي عدنا بها
إلى طهران، وكان يبكي في تضرّعه لله أثناء ذلك، الأمر الذي تعجّب منه مضيفي طائرة
الخطوط الجوية الفرنسية، فسألوني ـ بالإشارة ـ: هل ثمة أمر أحزن الإمام؟ فأجبتهم ـ
بالإشارة ـ: إن هذه هي سيرته في كل ليلة!
· لم يمت أحد، إنه بكاء السيد في تضرّعه
روى أحد علماء طهران:
حللت ضيفاً على المرحوم الشهيد السيد مصطفى(ابن الإمام الخميني) في إحدى الليالي،
وقد قضينا شطراً طويلاً من الليل في البحث والأحاديث العلمية، ثم نمنا. ولكن بعد
فترة قصيرة من نومنا استيقظت على صوت بكاء ونحيب، فأيقظت السيد مصطفى وقلت: يبدو
أن أحد جيرانكم قد توفي وأهله يبكون لأجله، فأصغى السيد مصطفى للصوت ثم قال: كلا،
إنه صوت بكاء سماحة السيد (أي الإمام الخميني)، فهذا وقت إقامته لصلاة الليل
والتهجّد والتضرّع لله.
· يقوم في الساعة الثالثة سحراً
السيد رحيم ميريان:
أدخل الإمام إلى المستشفى للعلاج إثر أزمة قلبية أصابته سنة[1986م]، ثم عاد إلى
المنزل بعد تحسن نسبي لصحته. وفي إحدى الليالي انتبهت ـ وكنت إلى جواره ـ إلى أنه
قام في الساعة الثالثة سحراً لأداء صلاة الليل وهو في تلك الحالة المرضية الصعبة
التي لم يستطع معها مسح رجله وهو يتوضأ إلا بعد أن استند على كتفي، لكنه لم يترك
نافلة الليل رغم ذلك.
وكانت سيرته على مدى
سنين طويلة أن ينهض قبل أذان الفجر بساعة أو أكثر و يقبل بنشاط على العبادة إلى
طلوع الشمس، وعند ذلك ينام قليلاً ثم يتناول إفطاره، وقد سمعت من جميع المقرّبين
منه أنهم لا يتذكّرون أن الإمام قد ترك صلاة الليل ولا مرة واحدة.
· بالمحافظة على صلاة الليل يبقى الانتصار...
سأل أحد الصحافيين الإمام
الخميني(قده) بعد انتصار الثورة، عن الخطة الدفاعية التي ستستند عليها الجمهورية
الإسلامية للحفاظ على هذا الانتصار، فأجاب الإمام إجابة حيرت ذاك الصحافي الذي
توقع أن يكون الحديث عن ترسانة صواريخ، أو جيش كبير، إذ قال له: بالمحافظة على صلاة الليل يبقى الانتصار...
نصيحة من
سماحة الإمام القائد الخامنئي(دام ظله) للشباب...
"الآن وقت جمع النعم، اقرأوا، طالعوا، اعملوا
جيداً، اقرأوا الدعاء، التزموا الرياضة والتزموا برياضة الروح أكثر، أي العبادة،
لأن ثمرتها أكبر. صلوا صلاة الليل، صلّوها بتوجه، لتكن صلاة ليلٍ تعلمون فيها ما
تفعلون، لا صلاةً دون توجه لأنها تتطلب العناية والتوجه. وبذلك يكون تأثيرها فيكم
أيها الشباب أكبر من تأثير صلاة الليل التي أصليها أنا. حافظوا على هذه التأثيرات
وتعلموا كل ما ينفع لغايتكم وكمالكم. اغتنموا الفرص والأيّام فإنها لن تعود".
سَحر
يوم الأحد 19شعبان المعظم 1428هـ / 2-9-2007م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق