النية ... أحكامها والأخطاء الشائعة فيها



بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمّد، الطيبين الطاهرين، المعصومين المنتجبين، الهُداة المهديين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

قد تكلّمنا في الحلقة الثانيّة عن (الصلاة الفاسدة لفقدان شرط فيها) ،وفي هذه الحلقة نتكلّم عن مسألة آخرى مرتبطة بهذا البحث، وهي (الصلاة الفاسدة لفقدان جزء من أجزاء الصلاة)، وهي من المسائل المهمّة جداً في أبحاث الصلاة.

ü     الصلاة الفاسدة لفقد جزء:

الأفعال التي قد يأتي بها المصلّي فاسدة تنقسم إلى قسمين:


1-                       الأجزاء الواجبة الركنيّة: وهي الأجزاء التي تبطل الصلاة بالإخلال بها عمداً أو سهواً، زيادةً أو نقيصة [1].
2-                       الأجزاء الواجبة غير الركنيّة: وهي الأجزاء التي لا تبطل الصلاة بالإخلال بها سهواً زيادةً أو نقيصة، أمّا الإخلال بها عن عمد فهو يبطل الصلاة [2].


[1] والأجزاء الركنية خمسة: النيّة، وتكبيرة الإحرام، والركوع، والقيام المتّصل بالركوع، والسجود.
[2] والأجزاء غير الركنية أربعة: القراءة، وذكر الركوع والسجود، والتشهّد، والتسليم.

الأجزاء الركنيّة في الصلاة:

نبحثه في هذا القسم أوّلاً باعتبار أنّه المهمّ لدى المصلّي، ونقدّمه على الأجزاء غير الركنيّة، وقد قلنا بأن الفرق الأساس بين القسمين أن الأول إذا زاد أو نقص في الصلاة عن عمدٍ أو سهو، يُبطل الصلاة رأساً، ولا يمكن تصحيحها أبداً، ويجب إعادتها، وهذه الأجزاء هي:

1-    النيّة: أي أنَّ المصلّي لابد أن ينوي للصلاة التي يُريدها، ومعنى النيّة: أن يقصد الصلاة (أُصلّي صلاة الصبح مثلاً) من دون أن يتلفّظ بها، فلو كبّر تكبيرة الإحرام وفي الأثناء قصد أنّه يصلّي صلاة الصبح مثلاً، تبطل الصلاة، فلابد أن تكون النيّة واستحضارها قبل تكبيرة الإحرام. والنيّة لا يمكن أن نتصوّر الزيادة فيها حتّى تبطل الصلاة بزيادتها، وإنما يمكن أن يغفل عنها وينسى النيّة، فتبطل الصلاة [1].

تنبيه فيما يرتبط بالنيّة:

إن مسألة النيّة قد يعقّدها الكثير من المصلّين، فبعد أن ينتهي من الصلاة يشك أنّه هل نوى للصلاة أو لا؟ أو أنّه لم يتلفّظ بأنّه يريد صلاة الصبح، أو أنّه لم يتلفّظ بأنّ هذه الصلاة واجبة أو مستحبّة، فما هو حكم ذلك؟
الجواب:

إن النيّة تعني أنك تقصد العمل الفلاني، فلو سألك شخص وأنت داخلٌ للمسجد في وقت صلاة الظهر مثلاً وقال لك: ماذا تريد أن تفعل؟

فتُجيبه بأنّني أريد أن أصلّي صلاة الظهر، فهذا القصد كافٍ في المقام، أو وضعت التربة متهيّئً للصلاة وسألك سائل ماذا تريد أن تصلّي؟ فتقول له: صلاة الظهر، فهذا المقدار يكفي.

ولا يُشترط في النيّة أنك تقول: (أصلّي صلاة الظهر أداءً لوجوبها قربة إلى الله تعالى)، فهذا الأمر غير واجب، ولا تبطل الصلاة بدون ذكره، نعم ، لو ذكرته لم يكن ذلك مضرّاً بالصلاة.


[1] لمزيد من الفائدة يمكنكم الرجوع إلى بحث النيّة في تحرير الوسيلة

ليست هناك تعليقات: