قال تعالى: ( لا يُقاتلونكم جميعاً إلا في قُرىً محصّنة أو من وراء جُدُرٍ بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعاً وقُلُوبُهُم شتَّى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) الحشر الآية 14
سبب نزول هذه الآية هي المعركة التي وقعت بين الرسول الأكرم (ص) ويهود بني قريظة، وجاء الوحي ليصف لنا حال اليهود-كما في الآية المتقدّمة-، وهذه الصفات التي جاءت في القرآن في وصف اليهود يُثبت لنا التاريخ أنّهم لا زالوا على هذه الصفات والأخلاق.
منها: خوفهم من الموت، وأنّهم لا يُحاربون الآخرين إلا بالتحصّن وخلف الجُدر، وذلك لأنّهم يخافون الموت، وهذا ما يؤكّده لنا الواقع. أو أنّهم يستعملون بعض الحيل كي يدافع عنهم ويفدي بنفسه اليهود، كما هو الآن في دفاع الإستكبار العالمي لهم، ويستقطبون الجيوش والقوّات من كل أنحاء العالم حتى لا تقع الخسائر في صفوف اليهود.
ومنها: اختلافهم فيما بينهم شديد، وأنّهم لا يتّفقون على رأيٍ واحد، فقد تحسب أنَّ أمرهم على رأيٍ، ولكن في الحقيقة هم مختلفون ومتنازعون فيما بينهم، وقد اختصر الوحي هذه الميزة في قوله: (بأسهم شديد ، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى).
ولتطبيق هذه الآية المباركة على اليهود الصهاينة المحتلين، فإنه الآن تجري المحادثات فيما بينهم بما يرتبط بمواجهة المقاومة الإسلامية في هذا العام 2011م. حيث أنّ الإستعداد قائم على مواجهة المقاومة الإسلامية مع حلفائها –حماس وسوريّا و الجمهورية الإسلامية-، والإستعداد من كلا الطرفين، ولا يخفى بأنّ اليهود يريدون درك ثأرهم من حزب الله وحماس ثأر أيار 2000 و تموّز 2006.
ولكن الكلام هل بإمكانهم محو المقاومة والمجاهدين في حماس أو لا؟ وكل التحليلات السياسية للواقع والهزائم السابقة والصمود الباسل للمقاومين الأحرار يستبعد أن يكون لإسرائيل تحقيق أدنى انتصار، وخصوصاً توعّد الأمين العام لإسرائيل وأنّ أي حربٍ ستقع فهي الحاسمة التي ستغيّر خريطة الشرق الأوسط وينتهي بزوال إسرائيل.
فكلّنا ننتظر هذا اليوم الذي ينتصر فيه المستضعفون على المستكبرين، ونحن ننتظر هذه الحرب على أحرِّ من الجمر، ولا يكون نظرنا للراحة المؤقّتة في مقابل الراحة والاستقرار الدائم. فإنّ زوال إسرائيل والاستكبار العالمي بشكل دائم سيسبّب الراحة الدائمة لجميع المستضعفين، ومنها سيكون التمهيد للظهور الحتمي لصاحب هذا الأمر ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، ويقضي على كل أنواع الظلم والإضطهاد في العالم.
أبو روح الله
المنامي البحراني
20 يناير 2011م
هناك تعليق واحد:
إتماماً للفائدة:
مقتبس من موقع المنار
http://almanar.com.lb/NewsSite/NewsDetails.aspx?id=168367&language=ar
"أنا اليوم أقول للإسرائيليين ليس إذا ضربتم الضاحية سنضرب تل أبيب، إذا ضربتم مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي في بيروت سنضرب مطار بن غوريون في تل أبيب، إذا ضربتم موانئنا سنقصف موانئكم، وإذا ضربتم مصافي النفط عندنا سنقصف مصافي النفط عندكم، وإذا قصفتم مصانعنا سنقصف مصانعكم، وإذا قصفتم محطات الكهرباء عندنا سنقصف الكهرباء عندكم".
تلك كانت معادلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي اطلقها في 14 شباط/فبراير عام 2010 وقد كانت بمثابة تحول كبير ومرحلة جديدة في الصراع مع العدو الاسرائيلي وسمت هذا العام وتركت بصماتها على مستوى الوعي الرسمي والعام في المنطقة والقت بظلال قاتمة جداً على التقييم الاسرائيلي للمواجهة المقبلة حيث وصفت صحيفة يديعوت احرونوت وضع اسرائيل بعد هذه المعادلات بالمكان الأخطر على اليهود في العالم بعكس الهدف الذي انشئت من اجله اسرائيل.
وقال عوزي رابين المسؤول السابق في وزارة الحرب الاسرائيلية: "حزب الله بات يستطيع اختيار أهدافه وضرب البنى التحتية وتعطيل محطات الطاقة في إسرائيل وضرب المطارات مثلما هدد نصر الله مؤخراً والتشويش على نشاط سلاح الجو وعلى تجنيد الاحتياط وعلى عمل هيئة الأركان في تل ابيب".
اما المحلل العسكري في تلفزيون العدو الون بن ديفيد فقال: "لدى حزب الله المقدرة على انزال ضربة استراتيجية بدولة اسرائيل حيث يستطيع ضرب قواعد سلاح الجو ومخازن الطوارئ ووحدات التجنيد ومقر وزارة الدفاع ومختلف الأماكن التي يمكن ان تشوش اداء اسرائيل اثناء الحرب وهذا هو التهديد الاستراتيجي".
في ظل هذه المعادلة اضطرت اسرائيل الى تغيير جذري على مناوراتها المكثفة في الجبهة الداخلية عرضت صورة عنها صحيفة يديعوت احرونوت وصفتها بالسيناريوهات السوداوية التي تتعرض فيها اسرائيل لعشرات الاف الصواريخ ما يؤدي الى وقوع الاف من القتلى والجرحى ودمار واحتراق للمدن والبنى التحتية.
فالامين العام لحزب الله وفي خطابه التاريخي في ذكرى القادة والشهداء قال ايضاً: "هم يمكن أن يقدروا أنّه عندما نقول لهم إذا قصفتم الضاحية سنقصف تل أبيب أي هم يدمرون أبنية في الضاحية ونحن "نفخّت الحيطان في تل أبيب" يمكن أن يخطر في بال أحد هكذا. أنا أقول لهم اليوم : كلا، أنتم تدمرون بناءً في الضاحية ونحن ندمّر أبنية في تل أبيب. هذا ردنا".
وقال العقيد ادام زيسمان قائد منطقة دان في الجبهة الداخلية في كيان العدو فقال: "العدو ادرك ان الجبهة الداخلية هي المكان الملائم للاستهداف وهو يبذل جهداً لتطوير قدراته ومن البديهي ان تل ابيب جزء من هذه الجبهة".
وفي الخامس والعشرين من ايار/مايو العام 2010 اطلق الامين العام لحزب الله معادلته البحرية الجديدة وقااصوتية السيد نصرالل عن المعادلة: "في اي حرب مقبلة اذا حاصرتم ساحلنا وموانئنا فإن كل السفن المدنية والعسكرية التي تتجه الى موانئ فلسطين على امتداد البحر المتوسط ستكون تحت مرمى صواريخ المقاومة الاسلامية. نحن قادرون على استهدافها وضربها واصابتها ومصممون على ان ندخل هذا الميدان الجديد في المواجهة اذا حاصروا موانئنا... اما اذا كان هناك سفينة خارجة من كيان العدو وتحمل اناسا فنسمح لها بالخروج".
وبعد ان اثبتت المقاومة في لبنان خلال حرب تموز قدرتها على شل حركة سلاح البحرية الاسرائيلية قبالة الشواطيء اللبنانية بعد استهداف واصابة البارجة البحرية ساعر خمسة اتت المعادلة الجديدة التي اطلقها السيد نصرالله، وقد علقت صحيفة هارتس على المعادلة البحرية بالقول إنه في حال شنت اسرائيل حرباً ضد لبنان فان السفن في الموانئ الاسرائيلية والمبحرة نحو اسرائيل ستتعرض للهجوم فنصرالله هو من بات يردع اسرائيل وليس العكس.
والى معادلتي تل أبيب والبحر، أرسى حزب الله قواعد معادلات اخرى في مواجهة العدو الإسرائيلي ومنها على سبيل المثال لا الحصر معادلة الوقوف مع الجيش اللبناني عند اي اعتداء بعد مواجهة العديسة ومعادلة حماية ثروة لبنان النفطية في البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن معادلة الرد المستمرة في مجال حرب الأدمغة وملاحقة شبكات التجسس الإسرائيلية..
إرسال تعليق