الثلاثاء، يناير 18، 2011

بيعة أبي بكر ... تحت المجهر (2)


س3: هل يصحُّ ما يُقال إن جميع الأنصار وفئة كبيرة من المهاجرين كانوا من المخالفين لبيعة أبي بكر، كما صرّح عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): حين توفى الله نبيّه - أنّ الأنصار خالفونا، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنّا عليّ والزبير ومن معهما. وعليه كيف ندّعي إجماع المسلمين على خلافة أبي بكر رضي الله عنه وإتفاقهم عليها ؟!
تخريج الحديث من صحيح البخاري: كتاب الحدود / باب رجم الحُبلى من الزنا إذا أُحصنت رقم الحديث 6442.
الوصلة التالية:

**********************
فنقول:

حتّى لا يكون كلامنا مجرّد دعوى من دون إقامة أي دليلٍ عليها، نذكر اسماء المعارضين لبيعة أبي بكر، وبعض المواقف التي حصلت بعد ما جرى في سقيفة بني ساعدة.

-         قال اليعقوبي –صاحب التاريخ-:
" وتخلّف عن بيعة أبي بكر قومٌ من المهاجرين والأنصار، ومالوا مع علي ابن أبي طالب، منهم العبّاس بن عبد المطّلب، والفضل بن العبّاس، والزبير بن العوّام، وخالد بن سعيد، والمُقداد بن عمرو، وسلمان الفارسي، وأبو ذر الغِفاري، وعمّار بن ياسر، والبَراء بن عازب، وأُبيّ بن كعب، فأرسل أبو بكر إلى عمر بن الخطاب وأبي عُبيدة ابن الجرّاح والمُغيرة بن شُعبة فقال: ما الرأي؟ ..." إلى آخر الحادثة.

ونقل هذه الحادثة كل من: اليعقوبي في تاريخه، والسقيفة لأبي بكر الجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد، وبلفظٍ قريب منه في الإمامة والسياسة لابن قتيبة.

-         التحصّن في دار فاطمة:

قال عمر بن الخطّاب: " وإنّه كان من خبرنا حين توفّى الله نبيّه أنَّ علياً والزبير ومن معهما تخلّفوا عنّا في بيت فاطمة ".
مسند الإمام أحمد بن حنبل/ مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ - مُسْنَدُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ/ رقم الحديث 393.
الطبري في تاريخه: ج2 ص 466.
السيرة النبوية ابن هشام: ج4 ص 338.
تاريخ السيوطي في مبايعة أبي بكر.
الكامل في التاريخ لابن الأثير.
البداية والنهاية لابن كثير.

وكان المتحصّنون في دار فاطمة –كما نقل المؤرّخون- :

1-   العبّاس بن عبد المطّلب.
2-   عُتبة بن أبي لهب.
3-   سلمان الفارسي.
4-   أبو ذر الغِفاري.
5-   عمّار بن ياسر.
6-   المقداد بن الأسود.
7-   البراء بن عازب.
8-   أُبيّ بن كعب.
9-   سعد بن أبي وقّاص.
10-                      طلحة بن عبيد الله.
وجماعة من بني هاشم وجمع من المهاجرين والأنصار.

من المصادر التي ذكرت هذا التخلّف عن البيعة:

الرياض النضرة ، تاريخ الخميس ، العقد الفريد ابن عبد ربّه، تاريخ أبي الفِداء، وابن شحنة بهامش الكامل، والجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد، والسيرة الحلبية.

فأين الإجماع بعد كلّ هذا التخلّف عن البيعة؟! وكيف يُعقد الإجماع برأي نفرٍ من المسلمين؟!
وقد امتنع علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وبقيّة بني هاشم وثلّة من المؤمنين عن هذه البيعة مدّة ستّة أشهر.

وها هم المؤرخون يذكرون أن خالدَ بن سعيد بن العاص وأخاه أبان كانا من المتخلّفين عن بيعة أبي بكر، وكان يقول لبني هاشم: إنكم لطوال الشجر وطيّبو الثمر، نحن تبعٌ لكم. ( أُسد الغابة لابن الاثير).
وينقل ابن الأثير أيضاً في ترجمته أنه ( لمّا بايع بنو هاشم أبا بكر بايعه خالد).

(ثمّ بعث أبو بكر الجنود إلى الشام وكان أوّل من استعمل على ربع منها خالد بن سعيد، فأخذ عُمر يقول: أتؤمّره وقد صنع ما صنع، وقال ما قال؟! فلم يزل بأبي بكر حتّى عزله وأمّر يزيد بن أبي سفيان).

 المصدر: الطبري ج2 ص 586، تهذيب تاريخ ابن عساكر.

إلى لقاءٍ قريب مع بيعة أبي بكر (3).


ليست هناك تعليقات: