الاثنين، يناير 17، 2011

ارحم تلك الصرخة التي كانت لنا..


كلمة لزوار أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)

الكاتب: سماحة الشيخ علي المسترشد (حفظه الله)
بسم الله الرحمن الرحيم

في ثواب الزيارة
هناك عشرات الروايات حول الثواب العظيم لزيارة قبر سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام)، للاختصار أنقل بعضها فقط:
·    إرشاد المفيد: عن الصادق(عليه السلام): زيارة الحسين بن علي(عليهما السلام) واجبة على كل من يقر للحسين بالإمامة من الله عزّ وجلّ".
·   أمالي الطوسي: عن أبي عبد الله(عليه السلام): "...ومن زار قبر الحسين(عليه السلام) عارفا بحقه، كتب الله له ثواب ألف حجة مقبولة وألف عمرة مقبولة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".
·   كامل الزيارات: عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: عجبا لأقوام يزعمون أنهم شيعة لنا! يقولون: إن أحدهم يمر به دهره لا يأتي قبر الحسين(عليه السلام) جفاء منه وتهاونا وعجزا وكسلا! أما والله لو يعلم ما فيه من الفضل ما تهاون ولا كسل! قلت: وما فيه من الفضل؟
قال: فضل وخير كثير، أما أول ما يصيبه أن يغفر له ما مضى من ذنوبه، ويقال له استأنف العمل.


من آداب الزيارة

لكن ما هي آداب الزائر حتى يوفقه الله لنيل كل هذا الثواب العظيم؟
هناك آداب عامة للسفر ولزيارة قبور المعصومين(عليهم السلام) ينبغي مراعاتها، بالاضافة إليها توجد آداب خاصة لزيارة الإمام الحسين(عليه السلام) منها:
جملة مما يستحب للزائر من الآداب
·   كامل الزيارات: عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: قلت له: إذا خرجنا إلى أبيك أفكنا في حج؟ قال: بلى، قلت: فيلزمنا ما يلزم الحاج؟ قال: من ماذا؟ قلت: من الأشياء التي تلزم الحاج، قال:
1.    "يلزمك حسن الصحابة لمن يصحبك.
2.    ويلزمك قلة الكلام إلا بخير.
3.    ويلزمك كثرة ذكر الله.
4.    ويلزمك نظافة الثياب.
5.    ويلزمك الغسل قبل أن تأتي الحائر.
6.    ويلزمك الخشوع وكثرة الصلاة، والصلاة على محمد وآل محمد.
7.    ويلزمك التوقير (الظاهر: التوقي/صاحب الوسائل) لأخذ ما ليس لك.
8.    ويلزمك أن تغض بصرك.
9.    ويلزمك أن تعوذ على أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيتَ منقطعاً، والمواساة.
10.                       ويلزمك التقية التي هي قوام دينك بها.
11.                      والورع عما نهيت عنه، والخصومة وكثرة الأيمان والجدال الذي فيه الأيمان.
فإذا فعلت ذلك تم حجك وعمرتك، واستوجبت من الذي طلبت ما عنده بنفقتك واغترابك عن أهلك ورغبتك فيما رغبت أن تنصرف بالمغفرة والرحمة والرضوان".

·       كامل الزيارات: عن أبي عبد الله(عليه السلام): "إذا أردت زيارة الحسين (عليه السلام) فزره وأنت
1.    كئيب حزين مكروب
2.    شعثا مغبرا
3.    جائعا
4.    عطشانا
فإن الحسين قتل حزينا مكروبا شعثا مغبرا جائعا عطشانا..".

فينبغي أن يكون حال الزائد للإمام الحسين(ع) على هذه الحال – أن يعيش الحزن والأسى لما أصابه(ع)، وكأنه فقد أعز أحبته، وهنا ينبغي التنبيه على بعض السلوكيات التي لا تليق بالزائر فيما يلي:

تنبيهات مهمة:

أنقل لكم هذه روايات من وسائل الشيعة:

§   التهذيب: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يأتون قبر أبي عبد الله فيتخذون سُفرا، أما إنهم لو أتوا قبور آبائهم وأُمهاتهم لم يفعلوا ذلك.

قلتُ: فأي شيء يأكلون؟ قال(ع): الخبز واللبن.

§   كامل الزيارات: عن أبي عبد الله (عليه السلام): بلغني أن قوماً إذا زاروا الحسين بن علي حملوا معهم السُفر فيها الحلاوة والأخبصة وأشباهه لو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا ذلك.

§   كامل الزيارات: عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام): تزورون خير من أن لا تزورون، ولا تزورون خير من أن تزورون، قلت: قطعت ظهري، قال: تالله إن أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيبا حزينا وتأتونه أنتم بالسفر، كلا حتى تأتونه شعثا غبرا.


§       دعاء الإمام الصادق(ع):

فإذا إلتزم الزائر بآداب الزيارة – واجتنب عما لا يليق سيكون ممن شمله دعاء الإمام جعفر الصادق(عليه السلام).. فقد ورد في رواية معتبرة رواها شيخ المحدثين الصدوق في ثواب الأعمال حديث رقم 44 فصل: ثواب من زار قبر الحسين(ع): أبي(ره) قال حدثني سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد ابن أبي عمير عن معاوية بن وهب قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وهو في مصلاه فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه فيقول:

" يا من خصنا بالكرامة ووعدنا الشفاعة وحملنا الرسالة وجعلنا ورثة الأنبياء وختم بنا الأمم السالفة وخصنا بالوصية وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوى إلينا، 

اغفر لي ولإخواني وزوار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برنا ورجاء لما عندك في صلتنا وسرورا أدخلوه على نبيك محمد صلى الله عليه وآله، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظا أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضوانك، فكافهم عنا بالرضوان وأكلأهم بالليل والنهار،

 واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد وكل ضعيف من خلقك وشديد، وشر شياطين الإنس والجن ، وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما أثروا على أبنائهم وأبدانهم وأهاليهم وقراباتهم، 

اللهم أنّ أعدائنا أعابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا عليهم، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وأرحم تلك الخدود التي تقلبت على قبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وارحم تلك العيون التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا

اللهم إني أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش.

 فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد . إلى آخر الرواية...


ليست هناك تعليقات: