الجمعة، يونيو 10، 2011

دروس من وحي الذكرى الخمينيّة


بقلم: أبو جعفر البحرانيّ

نُعزّي إمام زماننا الحّجّةَ ابن الحسن العسكري s ونائبه بالحق الإمام القائد الخامنئي ، والمراجع العِظام ، والأمّةَ الإسلاميّة جمعاءَ بالّذكرى الثانية والعشرين لرحيل مفجر الثورة الإسلامية المباركة إمام الأمة العظيم الإمام روح الله الموسوي الخميني ¥، ومن صميم الذكرى الأليمة نستلهم بعض الدروس من الفكر النيّر للإمام الخميني العظيم ¥.


الدرس الأوّل: الروح الثوريّة ومحاربةُ الظُلم:

إنَّ الروحَ الثوريّة والحماسة ومحاربة الظلم لهي من أبجديات خطِّ الإمام الخميني ¥، وإنّ هذه المبادئ ليست سطحيّة منقطعة الجذور، ووليدة العواطف والانفعالات، بل هي مبادئ منطقيّة إسلاميّة عميقة ترتكز على أصول ثابتةٍ وصلبة وتتجاوب مع حاجات العالم الإسلاميّ.

فيجبُ أن نفخرَ بهذه المبادئ ونحافظ عليها، ونعمل على تأصيلها وترويجها في مجتمعنا أكثر وأكثر.

ونستحضر هنا جزءاً من أحاديث الإمام ¥ الثوريّة الحماسيّة، إذ يقول في وصيّته السياسيّة الإلهيّة الخالدة في خطاب يوجهه للمستضعفين في العالم:

" انهضوا أنتم يا مستضعفوا العالم، ويا أيتها الدول الإسلاميّة والمسلمون في العالم أجمع، خذوا حقوقكم بأيديكم وأسنانكم، ولا يخيفنّكم الصخب الإعلاميّ للدول الكُبرى وعملائها العبيد، اطردوا الحُكّام الجُناة من بُلدانكم، فهم يُسلّمون حصيلة أتعابكم إلى أعدائكم وأعداء الإسلام العزيز".

الدرس الثاني: اختلاف الآراء ووجهات النظر ضمن حفظ الوحدة:

وجوب الإنتباه واليقظة وإفشال مخططات الأعداء والأيادي التي تُريد إيجاد الاختلاف والانقسام، فالشياطين يريدون دائماً أن يهزمونا من الداخل ويبثّوا الفرقة في الأعماق حتّى يقولوا بأنّهم منقسمون.

وجود نمطان من التفكير هو أمرٌ طبيعيّ، يجب أن تبرز الأذواق والآراء المختلفة، لكن هذا لا يعني أن لا يكون الإنسان جيّداً مع الآخرين، فيقوم بإخراج فلانٍ عن العقلانيّة والتبصّر والوعي ويرميه بالجهالة والسفاهة، بل بعدم سلوك الطريق الشرعي، ويعمل على إسقاطه.

مثل هكذا تفكير يخدم الأعداء ويحقق طموحاتهم ورغباتهم، وهو أسلوبٌ خطيرٌ جدّاً بعيدٌ عن الروح الأخلاقيّة والتقوائيّة للإنسان المؤمن.

يجب أن يبقى مبدأ {إنما المؤمنون أخوة} هو الحاكم على سائر تصرفاتكم، وهذا حكم إلهيّ ثابت، نحن مكلّفون جميعاً بالتعامل على أساسه.

الدرس الثالث: صلابة الإمام ¥ وغيرته على المعتقدات الدينيّة:

عندما أراد الشاه المقبور القضاء على المظاهر الدينية، في موقف تاريخي هام قال له إمام الأمّة ¥:

" يا صبيّ !! لا تتلاعب هكذا بتعاليم الإسلام، ولا تغرنّك أمريكا وعملائها، فسوف أمسكك من أذنك وأطردك من إيران ".

هذا موقف يُظهر حميّة الإمام وشهامته وغيرته على المعتقدات الدينية، ونحن إذ نحذو حذو الإمام الخميني العظيم ¥ نستنكر أشد الإستنكار الهجمة الظالمة والشرسة على مواكب العزاء والحسينيات والشعائر الحسينية والمعتقدات الحقّة، ونقول إن مثل هذه الأساليب تكشف مجدّداً الوجه القبيح والقذر للنظام الخليفي المتغطرس الفاسد، ومثل هذه الممارسات تزيد من كراهيّة الشعب وتُرسّخ لفكرة هدم هذا النظام ومحوه وإرغام أنفه بالتراب.

ليست هناك تعليقات: