السبت، مايو 14، 2011

خياران من أجل المواجهة في البحرين



لقد انطلقتْ حركتنا المطلبيّة منذ عقودٍ طويلة، فهي بين المدِّ والجزر، فمنذ أن احتل آل خليفة للبحرين واعتدوا على أهلها واستباحوا الحرمات وانتهكوا الأعراض إلى يومنا هذا لم تتغيّر المعادلة في البحرين، فلا زال الحاكم ظالماً والمحكوم مظلوماً –أيّاً كان مذهب المحكوم-.

وكان في أغلب حركاتنا لأخذ حقوقنا هي الموقف المسالم الداعي إلى الإصلاح الجذري من دون استعمال القوّة والسلاح لأخذ هذه الحقوق.


قد رأيتم ماذا كان ردُّ السلطة منذ انتفاضة التسعينيات حتّى ثورة 14 فبراير المباركة؟! لم يكن للسلطة أي موقف مشرّف سوى الخدعة والمكر والعهود ونكثها بعد حين. فكان جليّاً أمام العالم اليوم ما يحدث من ظلم وقتل واعتقال لكل الأحرار الذين طالبوا بحقوقهم بطريقةٍ سلميّة بعيدةٍ عن خيارٍ آخر.

ولا زال البعض يُراهنُ على هذا الخيار، مع أنّ ايديولوجيّة السلطة تختلف تماماً عن ايديولوجيّتنا، فنحن نعتقد اعتقاداً جازماً بأنّ الأقوى هو المؤمن الثابت في ساحات الجهاد، في حين أنّ منطق القوّة لدى السلطة هو من يملك السلاح ويقمع شعبه. فنحن نحاربهم بسلاح من نوعٍ آخر، وهذه الموازنة غير صحيحة. فإما أن يكون كلا الطرفين يحمل السلاح لمواجهة الآخر أو كلاهما يرميان بالسلاح جانباً ويستعملا وسيلة آخرى غيره، حتّى تكو المعادلة صحيحة ومنطقيّة.

فحزب الله في لبنان مثلاً، لم يكن ينتظر النصر بالدعاء والتضرع أمام الله وحده، بل استعان بالآية المباركة: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم}، فكانت النصرة بمعنى نصرة عباد الله بالمقاومة وليس بالدعاء فحسب، ولا أقول بأنّ الدعاء غير مفيد ولا مجدٍ، لكن هذا لا يكفي ما دام عدوّك يشهر السلاح في وجهك ويقتلك.

بالإضافة إلى العقيدة الراسخة والإيمان الصلب لمقاتلي حزب الله استعانوا بالقوّة والمقاومة من أجل تحقيق النصر، {أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدو الله وعدوكم}، فرفعوا راية الإسلام في جنوب لبنان بعد أن ضحّوا وقدّموا الشهيد تلو الشهيد في سبيل المقاومة ونصرة الحق.

فلابد في البحرين من وجود هذه القوّة والمقاومة بالإضافة إلى الإيمان الراسخ بالنصر الإلهي المحتوم آخر المطاف.

إن شعبنا الأبيّ قد استعملنا السلميّة طيلة قرون مع هذه السلطة، فلم نجد سوى القتل والتشريد، وحينما نستعمل معهم نفس هذا المنطق الذي يعتقدونه سنكون بإذن الله من المستحقين للنصر والوعد الإلهي.

قد يقول قائل: بأن القيادة في البلد تصرّح بعدمِ وجودِ خيارٍ آخر بديلاً عن السلميّة.

فنقول: هذا الكلام منطقي وصحيح، لأنّنا لم نعدّ أنفسنا لخيار القوّة والمقاومة سابقاً، فبالتأكيد هذا الخيار سيكون مفقوداً الآن، ولكن لو أعددنا له، وأصبحت لدينا قوّة في البلد، لتغيّرت نظرة القيادة وأصبح لدينا خيارات متعدّدة في التعامل مع السلطة.

وأيضاً لتغيّرت معاملة السلطة لنا، وحسبت لنا بدل الحسابِ ألفاً، فنحن قوّة إيمانيّة ومقاومة في نفس الوقت. الآن هناك مخططات قامت بها السلطة وفشلت بسبب قوّتنا الإيمانيّة الصلبة، ولكن هناك مخططات تحتاج إلى المقاومة والدفاع عن أنفسنا.

الخلاصة:

إنّنا بحاجةٍ إلى السلميّة للمطالبة بحقوقنا، ولكن هذا الخيار لا يفي بالغرض ما دمنا نواجه عدوٍ لا يُراعي الحرمات وينتهك الأعراض، ويستعمل منطق القوّة لقمع الأحرار. فبوجود الخيار الآخر تكون التوازن صحيحاً في البلد. فكل شخصٍ يلزم حدوده ولا يعتدي على حدود الآخرين.

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
{فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } ، المراد منه: الأمر بما يقابل الإعتداء من الجزاء والتقدير: فمن اعتدى عليكم فقابلوه

"من اعتدى عليكم وقاتلكم فاعتدوا عليه بالقتال نحو اعتدائه عليكم بقتاله إياكم، لأني قد جعلت الحرمات قصاصا، فمن استحل منكم أيها المؤمنون من المشركين والغزاة فاستحلوا منه مثله فيه.

إذن فالأمر ليس همجية ، بل من أعتدى عليكم فأعتدوا عليه