الاثنين، يناير 24، 2011

رحيل العلامة العمري (رحمه الله)


فجعت المدينة المنورة والعالم الاسلامي قاطبة برحيل 
حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد علي العمري إلى الرفيق الاعلى 
عن عمر يناهز الـ 100 عام قضاها في خدمة الدين




السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ العلامة محمد علي بن أحمد العمري 

نبذ عن حياته (رحمه الله):

ولد فضيلة العلامة الشيخ محمد بن علي العمري في المدينة المنورة عام 1332 هجري، وبعد أن كبر وبلغ السادسة عشر من عمره اصطحبه أبوه العلامة الجليل الشيخ علي بن أحمد العمري معه إلى الحوزة العلمية بالنجف الأشرف.

فظل ينهل من مناهل علم أهل البيت (عليهم السلام) حتى حل له البريد المشئوم نبأ وفاة والده، فعاد إلى المدينة المنوّرة ليتلقى التعازي والمواساة في الفقيد العظيم.

وفي عودته إلى نجف الأشرف صحب معه والدته براً بها وحسن حظه أنه عندما أصيب بمرض الجدري، وكان مرضاً خطيراً، كانت أمه (رحمها الله) بجواره تمرّضه وتحنو عليه حتى تجاوز من مرحلة الخطر، فواصل تلقي العلم، وفي تلك الفترة التي بلغت 20 عاماً عاشها في رعاية العلماء والمدرسين الأجلاء وفاء للعهد مع والده فأكرم لمكانة العلمية.

درس المقدمات والسطوح ثم واصل دراسته , وكان يمارس النشاط التجاري في فترات التعطيل، فكان يشتغل بتجارة الأحجار الكريمة متنقلاً بين العواصم العربية والإسلامية.

والده الشيخ علي بن أحمد بن محمد العمري..

نسبه:
هو آية آلله الشيخ علي بن أحمد بن محمد بن علي العمري ( رحمه الله) علم من أعلام المدينة المنورة، هو الفقيه الفاضل والعالم الزاهد والمجاهد الصابر، طويل القامة، أسمر البشرة، خفيف العارضين.

وممّا يُذكر بأن هذه العائلة الشريفة تنتهي إلى النائب الأوّل للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) عثمان بن سعيد العمري (رحمه الله) وابنه النائب الثاني للإمام الحجة محمّد بن عثمان العمري (رحمه الله)، وكانا محل ثقة الإمامين الحسن العسكري والإمام المنتظر المهدي (عليهما السلام).

ولد من أبوين فقيرين، كان أبوه يشتغل بالزراعة تعلم الكتابة في أحد الكتاتيب وعندما بلغ مبلغ الرجال اصطحبه أبوه معه لزيارة العتبات المقدسة.

وبعد انتهاء مراسيم الزيارة ذهب به أبوه إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف وسلمه أحد العلماء المسؤولين عن الحوزة العلمية في النجف الأشرف.

كان (رحمه الله) موضع اهتمام المسؤولين لذكائه ولكونه من مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله).

دراسته:

درس المقدمات والسطوح وواصل درسته حتى مرحلة البحث الخارج، وكتابة التقريرات حتى وصل إلى درجة الاجتهاد.

مستواه العلمي:

ومما يدل على العلمي الرفيع ما حكاه معاصروه من شاهدوا الحجاج الإيرانين والهنود والعراقين إذا أقبلوا على مجلسه جثوا على الأرض ومشوا إليه حبواً.

استقر في المدينة المنورة كوكيل لمراجع التقليد واشتغل بالفلاحة.
وفي كل عام يذهب إلى مكة المكرمة قبل حجّاج المدينة، فيؤدي مناسك العمرة في مكة في حي (النقا) وهناك يأتيه الحجاج القادمين من الأقطار الاسلامية.

يدفعون إليه البدلات وهو بدوره يقوم باختيار المؤمنين الذين يرغبون في الحج بالنياية.

توفي الشيخ علي العمري عندما أقفل راجعاً الى المدينة في الطريق في قرية عسفان من شهر ذي الحجة عام 1349 ودفن هناك.


معلميه ومن تتلمذ على يديهم
:

كان مدرسيه (رحمه الله) كل من: العلامة اللبناني الشيخ محمد جواد مغنية، والشيخ محمد تقي آل صادق اللبناني، وهذا الأخير قد اولاه الخصوصية البالغة كأبنه يحوطه برعايته، ومنهم العلامة الشيخ محمد رضا المظفر، والشيخ محمد حسين المظفر، والسيد باقر الشخص ، والسيد علي مدد ، والسيد مسلم الحلي (رحمهم الله).


الخدمات الجليلة الذي قدّمها للمؤمنين:

أدى (رحمه الله) العديد من الخدمات الجليلة للمؤمنين في المدينة المنورة لخدمة الاسلام ومذهب آل البيت النبوي (صلى الله عليهم أجمعين) ومحبيهم، وقام بإنشاء الكثير من الأماكن العبادية للشيعة في المدينة ؛ كالحسينيات.

وتصدي طيلة عمره الشريف في خدمة مذهب أهل البيت لأحياء جميع المناسبات الاسلامية.

و لا تزال مزرعة الشيخ العمري (رحمه الله) محل استقبال الضيوف والزوّار للمراقد المقدّسة في المدينة المنورة.

ونسأل الله العلي القدير أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يحشره مع الإمام الحسين ابن علي (عليهما السلام)، الذي نعيش في ذكرى أربعينه.

منقول بتصرّف يسير

ليست هناك تعليقات: