الأربعاء، فبراير 16، 2011

ما هي أسباب نزول الابتلاءات على المؤمن؟ العدد 3

بقلم: أبو روح الله المنامي البحراني.


السبب الثاني: التذكير:

فتكون الإبتلاءات لتحصل للمؤمن الموعظة والإعتبار، ولعلّه يكون نزول البلاء سبباً في رجوعه وتوبته إلى الله *، وقد جاءت بعض الآيات القرآنية تُشير إلى هذا النوع من الأسباب، فقال ": ﴿ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقصٍ من الثمراتِ لعلّهم يذّكّرون [1].

و آية أخرى، ﴿أوَ لا يرون أنَّهم يُفتنون في كل عامٍ مرّةً أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذّكرون [2].

وفي الروايات ما جاء عن أمير المؤمنين o أنّه قال: إذا رأيتَ اللهَ سبحانه يُتابعُ عليكَ بالبلاء فقد أيقظكَ، إذا رأيتَ الله سبحانه يتابع عليكَ النعم مع المعاصي فهو استدراجٌ لكَ.


وأيضاً قال الإمام الصادق o: ما من مؤمن إلا وهو يُذكّر في كل أربعين يوماً ببلاءٍ، إمَّا في ماله أو في ولده أو في نفسه فيُؤجر عليه، أو همٍّ لا يدري من أين هو؟!

وعن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله oيقول: المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه، يذكَّر به.[3]

وأخيراً ما نُقل عن مولانا الإمام الصادق o: إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فأذنبَ ذنباً تبعه بنقمةٍ، ويذكّره الإستغفار، وإذا أراد الله بعبدٍ شراً فأذنب ذنباً تبعه بنعمةٍ ليُنسيه الإستغفار ويتمادى به، وهو قول الله ": ﴿سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ، بالنعم عند المعاصي.


[1] سورة الأعراف الآية 130.
[2] سورة التوبة 126.
[3] الكافي الشريف: ج2 كتاب الإيمان والكفر، باب شدّة ابتلاء المؤمن الحديث 11.

ليست هناك تعليقات: