بقلم سماحة الشيخ علي المسترشد.
في كثير من الأحيان لا يتمكن الإنسان من عمل الخير لكنه يتمكن من الإعانة على عمل الخير، كأن يكون مثلاً غير قادر على الجهاد في سبيل الله تعالى، لكنه يمكنه في كثير من الأحيان أن يساعد المجاهدين بشكل أو بآخر (على الأقل بالدعاء) فيكون بشكلٍ ما شريكاً لهم في عملهم الصالح.
وذلك الحال بالنسبة لأعمال البر والإحسان، التي منها الصدقة، فإن أهل البيت (عليهم السلام) حثوا وشجعوا أتباعهم والمسلمين على المشاركة في الإعانة على دفع الصدقات وإيصالها لأهلها، ولهم من الثواب الشيء العظيم من غير أن ينقصَ في ثواب المُتَصدِق شيئاً.
§ فعن أبي عبد الله (عليه السلام): (لو جرى المعروف على ثمانين كفا لأُوجِروا كلهم، من غير أن ينقص صاحبه من أجره شيئاً )[1.
§ وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في خطبة له: ومن تصدق بصدقة (عن رجل إلى مسكين)[2] كان له مثل أجره، ولو تداولها أربعون ألف إنسان ثم وصلت إلى المسكين كان لهم أجر كامل، وما عند الله خير وأبقى للذين اتقوا وأحسنوا لو كنتم تعلمون.
§ وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المعطون ثلاثة: الله رب العالمين، وصاحب المال، والذي يجري على يديه[3].
وعلى هذا الأساس فمن المهم للمؤمن الحريص على أمر آخرته أن يسعى لخدمة المؤمنين المحتاجين، فيمكنه مثلاً:
- أن يساهم في إيصال الصدقات مباشرة للمحتاج.
- أو إعلام المؤمنين العاملين على إيصال الصدقات عن وجود المحتاج الفلاني. (التعاون مع الصناديق الخيرية).
- أو التعاون في جمع الصدقات.
- أو إعلام أحد الأغنياء عن بعض الفقراء..
وغيرها من الطرق والأمور التي قد يشارك فيها المؤمن في إيصال الصدقة بشكل أو بآخر.
ولهذا الفعل أثره العظيم على تلاحم المجتمع وبث الروح الإيمانية والأخلاقية بين أفراده، بالإضافة للثواب العظيم، فهناك عناوين أخرى من الثواب قد تدخل في هذا الموضوع (إعانة مؤمن – إدخال السرور على مؤمن – قضاء حاجة الإخوان – الأمر بالمعروف).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق